لاحظت خلال هذه الأيام حالة هستيريا غير عادية في صفوف الأولياء بسبب معدلات ابنائكم و لاحظت أن حالة الهلع هذه اضفت بضلالها على ما تبقى من المشوار الدراسي ربما لو كنت وليا لما اختلفت عن جماهير الأولياء في أي شيء فمالذي سأفعله عدا عن إنجاز تمارين الكتاب مع طفلي يوميا و جره للدروس الخصوصية مخافة أن يهمله المعلم ان لم يحضر الدرس الخاص او مخافة أن يتفوق الاخرون و يستستهل طفلي الدراسة و ينسى أنه في سباق محموم ، سباق حياة أو موت
ربما افعل هذا أو أغالي اكثر
لكني كلما فكرت منطقيا و بطريقة عقلانية في التدريس و خاصة في المرحلة الابتدائية أجد أن هذه المرحلة موجهة لتدريب
الطفل على مهارات يستعملها لاحقا في الدراسة أو العمل أو الحياة.
و عندما اقول تدريبا فهذا يعني أن نظرية المكافأة و الجوائز و الإعداد تفقد معناها فما أريده هو أن ينظر الطفل لعمله و ينقد نفسه مثلا كأن يقول أخطأت في الحساب لانني لا اعرف الاعداد أو لانني لم اكتب الاحاد و العشرات في مكانها. أو مثلا أن ينظر التلميذ لإنتاجه و يقول خطي ليس واضحا ، كان بامكاني استعمال أوصاف تعلمتها في النص السابق.
نبسط له السؤال بحيث يفهم الطفل اين قصر و يستطيع أن يصلح خطأه.
و عندما اقول تدريبا فهذا يعني أن نظرية المكافأة و الجوائز و الإعداد تفقد معناها فما أريده هو أن ينظر الطفل لعمله و ينقد نفسه مثلا كأن يقول أخطأت في الحساب لانني لا اعرف الاعداد أو لانني لم اكتب الاحاد و العشرات في مكانها. أو مثلا أن ينظر التلميذ لإنتاجه و يقول خطي ليس واضحا ، كان بامكاني استعمال أوصاف تعلمتها في النص السابق.
نبسط له السؤال بحيث يفهم الطفل اين قصر و يستطيع أن يصلح خطأه.
هكذا تربي طفلا واعيا لا يشتري الملابس فقط لأن غيره اشتراها و لا يتبع الآخرين كأنه خروف صغير في قطيع بل ينظر في تصرفاته و يفكر و يقرر ما يريده و يكون مقتنعا بما فعله.
و المصيبة عندما اسمع من يسأل كيف يذهب ابني وهو مهندس لداعش ، صحيح ابنك حاصل على تكوين علمي ، لكن ماذا عن وعيه هل اعتاد اختيار أصدقائه بمفرده ، هل تعرض للغدر من صديق و اتعظ مما حصل له ، هل يعرف ابنك لماذا يشتري كل تلك الأدوات و كم ثمنها ، هل طلبت رأيه يوما لتقرير شيء خاص بالمنزل ، هل حدثته عن ظروفك المالية ، هل هل سمحت له بارتكاب الخطأ كي يتعلم منه ام انك عشت حياته نيابة عنه فإخترت له أصحابه منذ المدرسة و اخترت له ملابسه و اخترت له طاولته في القسم و اخترت له أفكاره و حمايته حتى من مجرد بعض التراب حتى أصبح حساسا اي ميكروب.
انا لا أنكر أنه مثلما يتطور المجتمع تتطور المخاطر و تتنوع لكن لكن لا تحلها أن عشنا الحياة عوض عن ابنائنا ، كيف ستلقي بهم بمفردهم في ما بعد للحياة كيف سيختار شريك الحياة كيف سيختار مهنته كيف سيصنع مستقبله.
ما أراه للاسف هو جحافلا من المستهلكين تأكل و لا تشبع ، تشتري و لا تعرف لماذا تشتري ، لا تتحاور ضمن العائلة ، لا تفكر ، لا تعرف الرياضة أو معنى نظام حتى صحي، و النتيجة عائلات تتفكك لأسباب تافهة و اطفالا ترمى في الشوارع بعد الطلاق و أشخاص لا تعرف لماذا تعيش ليس لها هدف لا تبالي بمرور الزمن و لا يهمها ضياع عمرها.
و انا كم يسوءني أن لا يدرك الإنسان روعة حياته و ان لا يمشي ساعة في غابة أو على ضفاف شاطئ و أن يقضي طول عمره غير شاعر بمتعة الحياة و عظمة الكون و عظمة خلقه و وجوده.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire