لا اعرف ان كان هناك كتاب يكتبون تحت الطلب او ان كانو قادرين على تصور قارئهم و الكتابة من اجل ذاك المتلقي تحديدا ، لكني اظن انه في حالة الكتاب الاول فلابد ان الكاتب لما خط اولى كلماته داخل جدران غرفته لم يكن يتوجه لاي قارئ عدا نفسه ، عليه ان يكتب من قلبه ان تصبح روحه حبرا يحبر به ريشته ، ان تصبح اماله و مخاوفه و مشاغله و هلوساته افكارا مكتوبة ، عليه ان يخلع كل الاقنعة و يتخلص من كل معتقد او موروث فكري . لكل كاتب حالته النفسية الابداعية و طقوسه الغريبة في الكتابة فهناك من يدفعه التوتر و هناك من يستفزه سؤال يطن داخل راسه كما طنين النحلة لا يتوقف و هناك من يكتب استمتاعا بالكتابة. شخصيا اظن الاستمتاع هو افضل ادوات الكاتب خاصة مع فعل كفعل الكتابة ، لا يمكن تحويل الكتابة الى عمل عادي روتيني ، الكتابة هي تصارع افكار ، توليد افكار ، و الكاتب يكاد يعاني ما تعانيه الحامل من الم المخاض فينجب افكارا . الكتابة
فعل عاطفي كممارسة الحب رغم كل مشاعر الخوف و التوتر فانت كالفراشة الصغيرة الذي تذهب طواعية باتجاه الضوء لتحترق ، تماما كالكتابة فانت تحترق بارادتك و تقدم نفسك قربانا كي تنعم عليك الالهة بكلمات تكون هي خلاصة روحك . عندما
تتحدث من قلبك تخرج الكلمات من قلبك ، تسافر حيث ارادت و ثق انها تصل وجهتها ، سواء كانت الوجعة التي اردناها لكلماتنا او لا فمتى انطلقت كفت عن كونها بنات افكارنا و اصبحت رهينة المتقبل كيف يتصورها و يراها و اي راء سيلبسها اياه . على الكاتب ان يكون انانيا ، متغطرسا ، متعنتا ، دكتاتوريا ، يحتاج بشدة لاشبع نهمه و اخراج كل تلك الافكار التي تتصارع داخله تريد يائسة افتكاك حقها في الحياة ، تريد ان تصبح قولا على شفاه بطلة جميلة او بيت شعر على لسان البطل ايا كان ما ارادته الكلمات هي ليست سوى براعم تبحث عن النور و تتسلق الجدران كي تصل لنور الشمس الذي يغذيها و يبقيها على قيد الحياة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire