jeudi, juillet 13, 2017

من هو الكاتب ؟ رحلة المليون فكرة







 رحلة الكتاب رحلة مليون فكرة تبدا بفكرة ثم نص ثم يقع تعديل النص مرارا و تكرارا  و اخيرا يتم اعداده للنشر . قد يسيئ القراء فهمك او يغضبون او يرفضون تماما افكارك ، قد يتهمونك بالهرطقة و بتدنيس معتقداتهم و قد يشعرون بان تحطم اصنامهم الفكرية العزيزة على قلوبهم و قد يقولون لك كيف تجرؤ و انى لك كل هذه الوقاحة؟
لا اعرف ان كان هناك كتاب يكتبون تحت الطلب او ان كانو قادرين على تصور قارئهم و الكتابة من اجل ذاك المتلقي تحديدا ، لكني اظن انه في حالة الكتاب الاول فلابد ان الكاتب لما خط اولى كلماته داخل جدران غرفته لم يكن يتوجه لاي قارئ عدا نفسه ، عليه ان يكتب من قلبه ان تصبح روحه حبرا يحبر به ريشته ، ان تصبح اماله و مخاوفه و مشاغله و هلوساته افكارا مكتوبة ، عليه ان يخلع كل الاقنعة و يتخلص من كل معتقد او موروث فكري . لكل كاتب حالته النفسية الابداعية و طقوسه الغريبة في الكتابة فهناك من يدفعه التوتر و هناك من يستفزه سؤال يطن داخل راسه  كما طنين النحلة لا يتوقف و هناك من يكتب استمتاعا بالكتابةشخصيا اظن الاستمتاع هو افضل ادوات الكاتب خاصة مع فعل كفعل الكتابة ، لا يمكن  تحويل الكتابة الى عمل عادي روتيني ، الكتابة هي تصارع افكار ، توليد افكار ، و الكاتب يكاد يعاني ما تعانيه الحامل من الم المخاض فينجب افكارا . الكتابة 
 فعل عاطفي  كممارسة الحب  رغم كل مشاعر الخوف و التوتر فانت كالفراشة الصغيرة الذي تذهب طواعية باتجاه الضوء لتحترق ، تماما كالكتابة فانت تحترق بارادتك و تقدم نفسك قربانا كي تنعم عليك الالهة بكلمات تكون هي خلاصة روحك . عندما
 تتحدث من قلبك تخرج الكلمات من قلبك  ، تسافر حيث   ارادت و ثق انها تصل وجهتها ، سواء كانت الوجعة التي اردناها لكلماتنا او لا فمتى انطلقت كفت عن كونها بنات افكارنا و اصبحت رهينة المتقبل كيف يتصورها و يراها و اي راء سيلبسها اياه . على الكاتب ان يكون انانيا ، متغطرسا  ، متعنتا ، دكتاتوريا ، يحتاج بشدة لاشبع نهمه و اخراج كل تلك الافكار التي تتصارع داخله تريد يائسة افتكاك حقها في الحياة ، تريد ان تصبح قولا على شفاه بطلة جميلة او بيت شعر على لسان البطل ايا كان ما ارادته الكلمات هي ليست سوى براعم تبحث عن النور و تتسلق الجدران كي تصل لنور الشمس الذي يغذيها و يبقيها على قيد الحياة .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire